على الرغم من حجمها المحدود، فإن الشركات الصغيرة والمتوسطة كانت ولا تزال الركيزة الأساسية للاقتصاد. ففي المملكة العربية السعودية، نلاحظ أن 99% من جميع الشركات المملوكة للقطاع الخاص يديرها أصحاب الشركات الصغيرة، بينما تبلغ تلك النسبة في جنوب إفريقيا 91%¹.

والأمر هو ذاته في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. تحقق الشركات الصغيرة نموًا سنويًا (YOY) يقدر بنسبة 35% في عام 2021، وتحتل تايوان والصين (92%) وإندونيسيا (86%) وأستراليا (78%) صدارة طريق النمو². ما سبب هذا النمو؟ إن التحول السريع نحو الحلول الرقمية قد مهد الطريق أمام الجيل القادم من رواد الأعمال. وتوجد طفرة كبيرة في رواد الأعمال الجدد الذين يغتنمون الفرصة لإطلاق أنشطتهم التجارية وسط أجواء الاضطراب.

إلا أن الانطلاق إلى العالمية يختلف عن إدارة أعمالك على المستوى المحلي. ويجب مراعاة العديد من الأمور قبل اتخاذ قرار بشأن هذه الخطوة. إليك دليل سريع لمساعدتك في اتخاذ القرار.

تحتاج كل شركة بغض النظر عن حجمها إلى أن تكون على دراية باهتمامات جمهورها أو عملائها لتحقق مبيعات على نحو فعال. ولهذا يجب أن تكون دراسة التحليلات الرقمية هي خيارك الأول لفهم ما يدور في أذهان عملائك.

قاعدة عامة: إذا كانت شركتك تتلقى بالفعل عددًا كبيرًا من مرات العرض، أو التفاعلات، أو الطلبات من بلد آخر، فقد يكون هذا هو الوقت المناسب للنظر في إمكانات السوق.

بعد تكوين صورة ذهنية مبدئية عن ما تفضله، يحين الوقت للتحقق من اهتمامات جماهيرك الجديدة وميولهم. ومن خلال الاستطلاعات ونماذج التعليقات، تعرف على السبب الذي يدفع عميلك في السوق الجديدة إلى الشراء منك. لن يتيح لك هذا معرفة سبب تفضيله لمنتجاتك فحسب، بل أيضًا معرفة كيفية توطين رسائل عرض منتجك لجذب اهتمام السوق الجديدة.

إلى جانب البيانات التي تجمعها عن الجمهور، من الجيد أيضًا إجراء بحثك المكتبي للوصول إلى فهم أفضل لكيفية تقديم الخدمات إلى جمهور متعدد اللغات ومتعدد الثقافات. نظرًا إلى وضوح الاختلافات الطفيفة بين الثقافات، ستتمكن من تعزيز رسائلك لتصل بصورة أقوى وأكثر قابلية للفهم والاستيعاب.

حتى مع توفر النوايا المواتية لدى الجمهور، فإن تحديد الوقت المناسب لانتقال عملك إلى السوق الجديدة أمر بالغ الأهمية. ويُعد تشبع السوق الحالية التي تطرح فيها منتجاتك أحد الأسباب الرئيسية لتوسيع نطاق عملك. إذا لم تتوفر الإمكانية لتنويع مجالات أعمالك أو تنميتها محليًا، فإن التطلع إلى أسواق خارجية يُعد الخطوة التالية الصحيحة.

يمكنك أيضًا تقييم إذا كان بإمكانك تلبية حاجة ملحة لدى العملاء من خلال طرح منتجك أو خدمتك في السوق الجديدة. إن جمع البيانات والرؤى حول الفجوات التي تعمل منتجاتك أو خدماتك على سدها يُعد قوتك الدافعة في رحلتك نحو أسواق جديدة. فعلى سبيل المثال، تقدم متاجر البقالة الآن خدمات دون تلامس، وتلك المتاجر التي تمكنت من جعل هذا الأمر محورًا دائمًا لديها تزدهر منذ ذلك الحين. ومن ثم، إذا كان نشاطك التجاري لديه فرصة مماثلة في سوق جديدة، فإن هذا هو الوقت المناسب لاغتنامها.

بعيدًا عن احتياجات العملاء، يُعد فهم السياسات الحاكمة للسوق الجديدة أمرًا ضروريًا لتحقيق الازدهار فيها. لذلك، قيِّم سهولة الحصول على إقرارات التصاريح والتخليص الجمركي والهياكل الضريبية المحلية والعوامل الأخرى الرئيسية لممارسة الأعمال التجارية.

بمجرد الانتهاء من ذلك، يكون الوقت مناسبًا للعمل على كيفية الوصول إلى هؤلاء العملاء الجدد. استعمل التكنولوجيا الرقمية للاستفادة من الحد الأدنى من تكاليف بدء التشغيل وتقليل المخاطر. والسؤال الآن هو، كيف يمكن ذلك؟ تواصل عبر التنسيقات الرقمية مثل وسائل التواصل الاجتماعي. شهدت 77% من الشركات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ قفزة في عدد العملاء عبر القنوات المتوفرة عبر الإنترنت3، في حين أفادت ما يقرب من نصف الشركات الصغيرة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ التي تستخدم Meta بأنها تحقق 25% من مبيعاتها عبر المنصات الرقمية⁴.

يوضح هذا أن قنوات التواصل الاجتماعي تُعد وسيلة فعالة للوصول إلى عملائك. ومن خلال استخدام المراسلة الفورية أو تنظيم عمليات البث المباشر للمقاطع التعليمية أو أنواع المحتوى "الإرشادي" الأخرى، ستكون لديك فرصة للتواصل مع عميلك مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

الانطلاق إلى العالمية أمر مثير ويمكن تحقيقه. المهم هو الرجوع خطوة إلى الوراء أولًا لتحليل سبب القيام بذلك والوقت المناسب له والطريقة التي يمكن اتباعها لتحقيقه قبل التفكير في مَن يمكنه مساعدتك في ذلك.